في انتظار قبر..‼
بقلم: سعيد البيلال
سعيد دمبر... شاب ثلاثيني العمر... صحراوي الانتماء والهوية... كان مقبل على الحياة بشغف وعنفوان... قبل أن تنهيها "طلقة نارية قاتلة" من مسدس حاقد لشرطي مغربي جائر... ذات ليلة ظلماء من شهر كانون الأول 2010...بالعيون الجريحة... فمن قال أن الحرب قد توقفت...؟ من قال أن وقف إطلاق النار ساري المفعول...؟ ألغام تيرس ولخيالات والسكن تفند ذلك...ورصاصات "الشاب دمبر" وقبله "الطفل الكارحي" تكذب ذلك...‼
سعيد دمبر... برعم من ربيع لم ينهي زحفه بعد... قمر اصطادته أيادي المساء الآثمة...ضدا على نوره الساطع... في زمن العتمة الذي يصادر كل بقع الضوء... كان قدره أن يموت مرتين... حين قضى نحبه وحين غابت الحقيقة...مثلما كان قدره أن يدفن مرتين.. حيث وارى جثمانه الطاهر ثلاجة نتنة في انتظار قبر موحش... وفي انتظار فك طلاسم ألغاز " الجريمة البوليسية" وتفاصيل الحكاية...حكاية " الشرطي الشقي" و" العصفور سعيد" الذي تناثر ريشه ذات ليلة في دهليز مظلم...فسجل الحادث ضد مجهول... وبقي الشرطي طليقا يسرد روايته...وتاهت الحقيقة...فهي الضحية الأولى للحروب.. دائما وأبدا...‼
قصة سعيد... هي قصة قنص رهيبة لكائن أصر رغم أنف الاحتلال على الحياة... دوس قدم آثمة على زهرة أمعنت في التفتح في زمن التعتيم... قطف رأس شامخة أبت الطأطأة لمشيئة " احتلال" في ثوب جلاد....هي ببساطة تصفية " خارج القانون" لمتهم ضبط متلبس بحيازة " لا"...‼
حكاية سعيد... حكاية أليمة...بطلها ثائر كان يحلم بوطن...فأيقظته رصاصة غير طائشة " لقناص محترف" ليعاود الموت بعد أن بصق في وجه قاتله... هكذا نحن...؟ نموت نقاوم الجلاد... نبتسم... نستهزئ... نرمقه جيدا... نودعه بابتسامة و نظرة عميقة تشرع " للعنتنا المؤجلة" باب الثأر بعد موتنا...كم هي غريبة نهايتنا مثل بدايتنا...كلها كفاح...‼
أم سعيد... أم فاضلة... تغالب دموعها بكبرياء وتكتم في المهد حشرجة البكاء... وتقف بشموخ أمام بيتها في ذلك الزقاق الذي أضحى منذ " الواقعة" قبلة للمتعطشين للارتواء من إكسير الصمود والراغبين في التزود من فائض الممانعة... هي الأم التي وهبت طفلها قربان وفاء على مذبح الحرية وعربون إباء على منصة الكرامة...وعلمت كل الأمهات أن احتضان الحقيقة سابق على النواح...؟
أهل دمبر...عائلة مكلومة... أدماها الوجع...أضناها الألم...تحاكي ليلها الطويل رفقة الآنين والآه وأحلام يقظة تمتطي صهوة كوابيس رهيبة مع اقتراب كل مساء....لكنها لا زالت صامدة حتى وصول موكب الحقيقة... فهي مثل كل العوائل الصحراوية الأبية تأبى الاستسلام للحزن...ولجلاد يحاول خلسة تسليمها " الرفات" في جنح الظلام كسلعة مهربة... فهي لا ترتضي غير قرص الشمس...إشراقة الصباح... الأجوبة المصادرة... لأسئلة مؤرقة...متى...؟ لماذا...؟ وكيف...؟ ولأنها تعلم أن الرمال تبتلع كل شئ....الكفن وصاحبه والحقيقة كذلك...لذا أبت أن تشق الأرض قبل أن تخيط جرحها النازف...‼
إنها واحدة فقط من حكايات زمن الاحتلال البغيض...التي لن تنتهي إلا بانتهائه...
فمتى ذلك... ؟؟
سعيد دمبر... برعم من ربيع لم ينهي زحفه بعد... قمر اصطادته أيادي المساء الآثمة...ضدا على نوره الساطع... في زمن العتمة الذي يصادر كل بقع الضوء... كان قدره أن يموت مرتين... حين قضى نحبه وحين غابت الحقيقة...مثلما كان قدره أن يدفن مرتين.. حيث وارى جثمانه الطاهر ثلاجة نتنة في انتظار قبر موحش... وفي انتظار فك طلاسم ألغاز " الجريمة البوليسية" وتفاصيل الحكاية...حكاية " الشرطي الشقي" و" العصفور سعيد" الذي تناثر ريشه ذات ليلة في دهليز مظلم...فسجل الحادث ضد مجهول... وبقي الشرطي طليقا يسرد روايته...وتاهت الحقيقة...فهي الضحية الأولى للحروب.. دائما وأبدا...‼
قصة سعيد... هي قصة قنص رهيبة لكائن أصر رغم أنف الاحتلال على الحياة... دوس قدم آثمة على زهرة أمعنت في التفتح في زمن التعتيم... قطف رأس شامخة أبت الطأطأة لمشيئة " احتلال" في ثوب جلاد....هي ببساطة تصفية " خارج القانون" لمتهم ضبط متلبس بحيازة " لا"...‼
حكاية سعيد... حكاية أليمة...بطلها ثائر كان يحلم بوطن...فأيقظته رصاصة غير طائشة " لقناص محترف" ليعاود الموت بعد أن بصق في وجه قاتله... هكذا نحن...؟ نموت نقاوم الجلاد... نبتسم... نستهزئ... نرمقه جيدا... نودعه بابتسامة و نظرة عميقة تشرع " للعنتنا المؤجلة" باب الثأر بعد موتنا...كم هي غريبة نهايتنا مثل بدايتنا...كلها كفاح...‼
أم سعيد... أم فاضلة... تغالب دموعها بكبرياء وتكتم في المهد حشرجة البكاء... وتقف بشموخ أمام بيتها في ذلك الزقاق الذي أضحى منذ " الواقعة" قبلة للمتعطشين للارتواء من إكسير الصمود والراغبين في التزود من فائض الممانعة... هي الأم التي وهبت طفلها قربان وفاء على مذبح الحرية وعربون إباء على منصة الكرامة...وعلمت كل الأمهات أن احتضان الحقيقة سابق على النواح...؟
أهل دمبر...عائلة مكلومة... أدماها الوجع...أضناها الألم...تحاكي ليلها الطويل رفقة الآنين والآه وأحلام يقظة تمتطي صهوة كوابيس رهيبة مع اقتراب كل مساء....لكنها لا زالت صامدة حتى وصول موكب الحقيقة... فهي مثل كل العوائل الصحراوية الأبية تأبى الاستسلام للحزن...ولجلاد يحاول خلسة تسليمها " الرفات" في جنح الظلام كسلعة مهربة... فهي لا ترتضي غير قرص الشمس...إشراقة الصباح... الأجوبة المصادرة... لأسئلة مؤرقة...متى...؟ لماذا...؟ وكيف...؟ ولأنها تعلم أن الرمال تبتلع كل شئ....الكفن وصاحبه والحقيقة كذلك...لذا أبت أن تشق الأرض قبل أن تخيط جرحها النازف...‼
إنها واحدة فقط من حكايات زمن الاحتلال البغيض...التي لن تنتهي إلا بانتهائه...
فمتى ذلك... ؟؟
Fuente: upes.es
No hay comentarios:
Publicar un comentario